للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ساعة يلم فيها شعثه، ويعيد النظام والنظافة إلى ما تعكر وانتكث من شأنه كله، وليست الصلاة إلا لحظات لاسترجاع هذا الكمال المفقود أو المنشود (١). بل لم يعد الاعتراف بقيمة الصلاة في تجاوز المشكلات قصرًا على المسلمين، وهذا الدكتور إلكسيس كاريل يقول في كتابه: الإنسان ذلك المجهول: «لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدةٍ للنشاط غرفت إلى يومنا هذا-، وقد رأيت بوصفي طبيبًا كثيرًا من المرضى فشلت العقاقير الطبية في علاجهم، فلما رفع الطب يديه عجزًا وتسليمًا تدخلت الصلاة فأبرأتهم من عللهم (٢).

ولئن كنا معاشر المسلمين نشعر محتاجين لمثل هذه العقول من الآخرين ففي كتاب ربنا وسنة نبينا غنيةٌ، فتلك مزيد لفتةٍ لأولئك الذين يتخلون عن الصلوات المكتوبة مع توفر الصحة في أجسامهم ورغد العيش في حياتهم. ثم تراهم بعد ذلك يشكون من قلق في حياتهم واضطراب في نفسياتهم، ولو عادوا إلى ربهم لعافاهم، ولو طلبوا الشفاء منه بمرضاته لأجابهم {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}.

إخوة الإسلام ويشكل الفراغ عاملاً مؤثرًا في المرضى النفسانيين، ويقول أحدُ الأطباء النفسانيين (إن ثلث مرضاي لا يشكون من أمراض نفسية معلومة واضحة بقدر ما يشكون من ألم الفراغ في حياتهم، ذلك الذي يُبعد البهجة والسعادة منها) (٣).

وإذا ساغ وجود فراغ عند أصحاب الملل والنحل الأخرى فلا يسوغ وجود فراغ عند مسلم يعلم ويعمل بقوله تعالى {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم


(١) جدد حياتك صلى الله عليه وعلى آله وسلم ١٩٨.
(٢) عن جدد حياتك صلى الله عليه وعلى آله وسلم ١٩٩.
(٣) دع القلق وابدأ الحياة، كارنجي ص ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>