وإذا كان الفراغ مصيبة على مستوى الأمة والمجتمع فهو كارثة في حق الفتيان والفتيات إذا ما استغل في تدمير الذات أو تدمير الآخرين .. إنه طاقة لا بد من صرفها فيما ينفع، وإلا تحول إلى مشكلة تتجذر أبعادها، ويتحمل المجتمع مخاطرها ونتائجها والأمر الثالث سؤال يوجه للأولياء وللشباب، فهل يشعر الأولياء بمسئوليتهم كاملة تجاه أبنائهم .. هل يقدرون ظروفهم ويتحسبون لمشاكلهم، هل يفكرون جيدًا في استثمار أوقاتهم، هل يقدرون المشكلة حق قدرها وهل يكونون على مستوى المسئولية إن فئة من الأولياء لا تزال غائبة عن الرعاية والتوجيه، مشغولة بجمع الحطام، تاركة الحبل للغارب، وهذه النوعية مهما كانت قليلة فلها أثرها في جنوح الشباب وبلوى المجتمع بهم.
أما الشباب فيقال لهم هل تكرمون أنفسكم أم تذلونها وهل تكونون بناة مجد لبلادكم وأمتكم أم ترضون أن تكونوا مشكلة مبحث لها عن حلول أرقامًا هامشية لا وزن لها ولا قيمة بل عبئًا على أهليكم ومجتمعكم؟ أين تطلعكم للمستقبل الواعد صلاحًا وهدى، وعلمًا وعملًا، منطقية في التفكير، وتقدير للمسئولية، واستثمار للفرص، واغتنام لزهرة الشباب، إن الآباء والأمهات يتطلعون إلى بركم، والمجتمع ينتظر فاعليتكم وإيجابيتكم وأنتم أهل للثقة.
عباد الله وإذا استقرت هذه المعاني في نفوسنا جميعًا .. كانت مهيئة لقبول البرامج النافعة، سواء كان ذلك في الأجازة أو غيرها، وإنما كان التركيز على الأجازة لكثرة الفراغ وتنوع البرامج الرسمية والأهلية والقائلية، وحسبي هنا أن أذكر بشيء من هذه الوسائل ومنها:
١ - الأسرة القدوة وذلك عبر برامج متنوعة تستطيع الأسرة من خلالها أن تضرب النموذج الأمثل للأسر من حولها رعاية للأولاد واستثمارًا للأوقات