جحود لنعم الله (تفسير القرطبي ٢٠/ ١٦٠) وما أجمل مقولة الإمام الشافعي الذي ملأ الدنيا علمًا ثم هو يقول بإخلاصٍ وتجرد: «وددت لو نشر هذا العلم دون أن يعرف صاحبه»(١).
عباد الله النظر في أمور الدنيا إلى من هو أسفل من الإنسان يطأ من كبريائه ويعرفه بمزيد نعمة الله، ويذهب عنه الوساوس والأحزان، ويطرد القلق وتلاعب الشيطان، قال عليه الصلاة والسلام «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم» وحسن الظن بالناس والاشتغال بالشكر والذكر، والاعتدال في النظرة إلى الحياة وإفساحُ مجال الأمل وانتظار الفرج، والاشتغال بنفع الناس والإحسان إليهم، وجمعُ الفكر على الاهتمام بالباقية دون الفانية، وملازمة الاستغفار والتوبة، واستشعار غنى النفس واستحضار الأدعية الشرعية، وعدم السماح للنفس بالثورة لأتفه الأسباب ... كل هذه مع ما سبق أدوية دافعة للقلق بإذن الله، وعلاج شافٍ لتوتر النفسِ بحول الله ... عافاني الله وإياكم والمسلمين من كل شر ومكروه- ووفقنا لانشراح الصدور في الدنيا، وراحة القلب في الآخرة- هذا وصلوا.