وكن يا عبد الله من أولياء الله الذين قال فيهم:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}[الحجر: ٤٢].
قال ابن السماك رحمه الله:«يا عجبًا لمن عصى المحسن بعد معرفته بإحسانه وأطاع اللعين، بعد معرفته بعداوته»(١).
أيها المسلمون واقتضت حكمة الله أن تبقى المعركة قائمة ومتجددة بينكم وبين الشيطان .. وليس إلا وعليه للشيطان مدخل بل مداخل .. ولكن سلاح المجاهدة والاستعداد للمعركة بكل طاعة يضعف من عداوته وبل وربما بلغت المجاهدة بأقوام إلى حد يفرق منهم الشيطان فإذا سلكوا فجًا سلك الشيطان فجًا آخر.
وربما أفضى المجاهدون الصادقون شياطينهم كما ينفي المسافر دابته بطول السفر وكثرة الأعباء .. عباد الله وإذا كنتم راغمتم الشيطان هذه الأيام فمن حج منكم وشهد المشاهد ووقف المناسك وفيها ذل الشيطان وصغر، ومن لم يحج وتقرب إلى الله بصالح الأعمال في الأيام الفاضلة فصلى وصام وتصدق ووصل ونحر وهلل وكبر .. فهذه وتلك كانت عونًا لكم على مراغمة الشيطان ألا فاتخذوا منها عونًا -بعد الله- على مراغمته فيما تستقبلون من أيامكم وتلك وري من منافع الحج وفقه العبادات فاعقلوها.
أيها المسلمون حبل الحياة قصير، ونعيم الجنة خلود أبدى، فلا تغرنكم