للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك والله يقول: {فحيوا بأحسن منها أو ردوها}.

ومن الأخطاء في السلام القول في ابتداء السلام: (عليك السلام) فتلك تحية الموتى، كما ورد أن أبا جرى الهجيمي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عليك السلام يا رسول الله، فقال: «لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى» (١).

ولأهل العلم كلام في تحرير هذه المسألة وتعليلها، فقد ذكروا أن الدعاء بالسلام دعاء خير، والأحسن في دعاء الخير أن تقدم الدعاء على المدعو له كقوله تعالى: {رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت} {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت} {سلام عليكم بما صبرتم}، وأما الدعاء بالشر فيقدم المدعو عليه على الدعاء غالبًا {وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين} {عليهم دائرة السوء} {وعليهم غضب ولهم عذاب شديد}.

ولا ينبغي أن يفهم من الحديث: أن السلام على الموتى يبدأ (بعليكم السلام) فإن السنة أن تسلم عليهم كما يسلم على الأحياء (السلام عليكم درا قوم مؤمنين) وإنما قال ذلك النبي إخبارًا عن واقعهم والمشهور في أشعارهم كقول قائلهم:

عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما

وليس القصد أن ذلك مشروع .. بل السنة لا تختلف في تحية الأحياء والأموات (فليعلم) (٢).

والمهم أن يبدأ السلام بالدعاء .. ولا يبدأ بـ (عليكم).

أيها المسلمون وثمة أمر من الأهمية بمكان الإشارة إليه، وبيان الخلاف فيه،


(١) رواه أحمد، وأبو داود والترمذي، وهو حديث صحيح (زاد المعاد ٢/ ٤٢٠).
(٢) (زاد المعاد ٢/ ٤٢٠، ٤٢١ مع الهامش).

<<  <  ج: ص:  >  >>