للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (١)، وفي الحديث المتفق على صحته: عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: (سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد ابن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخيل إليه أنه يفعل الشيء، وما يفعله (٢) .. الحديث).

قال النووي: (والصحيح أن السحر له حقيقة، وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة) (٣). بل قال الخطابي بعد أن أثبت حقيقة السحر، ورد على المنكرين: (ففي السحر جهلٌ، والرد على من نفاه لغوٌ وفضل) (٤).

إخوة الإيمان، أما مكمن الخطر فهو في تعليمه، والعمل به، لما في ذلك من الكفر والإشراك بالله من جانب، وإلحاق الأذى والضرر بعباد الله من جانب آخر، قال الله تعالى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (٥).

ويبين الشيخ السعدي- يرحمه الله- وجه إدخال السحر في الشرك والكفر فيقول: (السحر يدخل في الشرك من جهتين: من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلُّق بهم، وربما تقرب إليهم بما يحبون، ليقوموا بخدمته،


(١) سورة طه، الآيات: ٦٦ - ٦٩.
(٢) البخاري مع الفتح ١٥/ ٢٢٢، ومسلم، كتاب السلام، باب السحر.
(٣) انظر الفتح ١٥/ ٢٢٢، الصارم البتار، وحيد بالي/ ٤٦.
(٤) شيخ السنة ١٢/ ١٨٨.
(٥) سورة البقرة، الآية: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>