للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإليكم، إخوة الإسلام، شيئًا من الطرق الوقائية للسحر قبل وقوعه، وما أحرانا جميعًا بتأملها والعمل بها.

أولاً: تجديد الإيمان في النفوس كلما آنس المرء من نفسه ضعفًا، والالتجاء إلى الله كلما خاف المرء على نفسه عدوًا، ومن يركن إلى الله فإنما يأوي إلى ركنٍ شديدٍ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، وهذا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يدعونا إلى تجديد إيماننا ويقول «إن الإيمان ليُخلَق في جوف أحدكم كما يَخلَقُ الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم» (١).

وأي قوة مهما بلغت، وأي عدو، مهما كانت شراسته، لا شيء أما قوة الله وجبروته {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (٢).

ومن لوازم الإيمان الاستمساك بشرع الله أمرًا ونهيًا، علانيةً وسرًا، وهل علمتم أن من أسباب انتشار السحر قديمًا، وفساد بني إسرائيل خصوصًا بعدهم عن الشريعة التي أنزل الله عليهم، ونبذهم تعاليمها، واتباعهم للشياطين الذين استدرجوهم إلى السحر وزينوه لهم، وسولت لهم أن تسخير الجن والإنس والطير والريح لسليمان عليه السلام من اتباع الشياطين:

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ .. } (٣) (٤).

ثانيا: نشر العلم بقضايا العقيدة، والحرص على سلامتها، وبيان ما يخدشها، وتعميم الوعي بمخاطر السحر والشعوذة، وتحذير الناس منها


(١) صحيح الجامع ٢/ ٥٦.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٣٧.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢، وانظر: الأشقر، السحر والشعوذة/ ٢٤٥.
(٤) انظر الأشقر، السحر والشعوذة/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>