أمة الإسلام أمر التوكل عظيم، وصرف شيء منه لغير الله يؤدي بصاحبه إلى الشرك صغيرًا كان أو كبيرًا، قال أهل العلم: التوكل على الله قسمان:
أحدهما: التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله كالذين يتوكلون على الأموات والطواغيت في رجاء مطالبهم من نصر أو حفظ أو رزق أو شفاعة فهذا شرك أكبر.
والثاني: التوكل في الأسباب الظاهرة كمن يتوكل على أمير أو سلطان فيما أقدره الله عليه من رزق أو رفع أذى ونحو ذلك فهو نوع شرك أصغر، والوكالة الجائزة: هي توكيل الإنسان في فعل ما يقدر عليه نيابة عنه، لكن ليست له أن يعتمد عليه في حصول ما وكل فيه، بل يتوكل على الله في تيسير أمره الذي يطلبه بنفسه أو نائبه، وذلك من جملة الأسباب التي يجوز فعلها ولا يعتمد عليها، بل يعتمد على الله الذي أوجد السبب والمسبب (١).
تأملوا ذلك جيدًا واحرصوا على عقيدتكم، ولا يأتينكم الشيطان من حيث لا تشعرون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} ... نفعني الله وإياكم ..