للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ .. } (١) بل وجد سوى هؤلاء من آل فرعون آمنوا بموسى رغم الخوف وخشية الفتنة في الدين: {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} (٢).

قال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما- في تأويل هذه الآية- (فإن الذرية التي آمنت لموسى من أناس غير بني إسرائيل، من قوم فرعون يسيرٌ، منهم امرأة فرعون، ومؤمن آل فرعون، وخازن فرعون وامرأة خازنه وقال ابن كثير: قليل من قوم فرعون من الذرية وهم الشباب ورد على ابن جرير الذي اختار أن الذرية من بين إسرائيل، لا من قوم فرعون وقال ابن كثير: وفي هذا نظر لأنه أراد بالذرية الأحداث والشباب وإنهم من بني إسرائيل والمعروف أن بني إسرائيل كلهم آمنوا بموسى عليه السلام واستبشروا به، وكانوا يعرفون نعته وصفته والبشارة به من كتبهم المتقدمة) (٣) ..

وكذلك يبدد نور الإيمان دياجير الظلمات في أجواء تُخْنَق فيها العبودية لله رب العالمين ويُكره الناس على عبودية البشر من دون الله ..


(١) سورة غافر، الآية: ٢٨.
(٢) سورة يونس، الآية: ٨٣.
(٣) تفسير ابن كثير ٤/ ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>