للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبل هذا السؤال سؤال آخر: ما هو نصيبنا من قراءة القرآن؟ وما حظنا من الخشوع والتدبر حد يتلى القرآن؟

إن واقع كثير من المسلمين اليوم واقع مر، يرثى له مع الأسف الشديد فالمصاحف تشكو من تراكم الغبار عليها، والهجر أصبح ديدن المسلمين إلا من رحم الله، البضاعة من كتاب الله مزجاة، ويرحم الله زمانًا كان الشيخ الكبير يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: أقرئني يا رسول الله؟ قال له: اقرأ ثلاثًا من ذات (ألر). فقال الرجل: كبرت سني واشتد قلبي وغلظ لساني، قال: فاقرأ من ذات (حم) فقال مثل مقالته الأولى، فقال اقرأ ثلاثًا من المسبحات، فقال مثل مقالته، فقال الرجل: ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة، فأقرأه (إذا زلزلت الأرض) حتى إذا فرع منها قال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدًا، ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح الرويجل، أفلح الرويجل (١) ..

وإذا كان فضل سورة (الزلزلة) هذا، فما بال من تتوفر لهم الأداة لقراءة القرآن كله، ويتوفر لهم من النشاط والقوة ما يمكنهم من إعادة قراءة القرآن مرة تلو المرة؟ اللهم لا تحرمنا فضلك، ولا تصدنا بسبب ضعف نفوسنا وغلبة شهواتنا عن كتابك.

إخوة الإسلام، هل نسينا أن الحسنة بعشرة أمثالها وأن (ألم) فيها ثلاثة أحرف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا أقول (ألم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف .. فكيف سيكون تعداد الحروف في الصفحة الواحدة، وكم سيكون عدد الحسنات فيها ألا إن فضل الله واسع .. ولكن هل من ساع إلى الخير جهده؟ أليس من اللائق بك أخي المسلم أن تبكر في المجيء إلى


(١) الحديث رواه أحمد الحاكم وأبو داود وغيرهم بإسناد صحيح. (المسند ١٠/ ٨ ح ٦٥٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>