للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلتم؟ قالوا: دعونا الله أن يغفر له ويرحمه ويلحقه بصاحبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأين صلاته بعد صلاته، وعمله بعد عمله؟ أو قال: صيامه بعد صيامه، لما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض (١).

أرأيتم فضل الله، وعظيم أجر الصالحات، وقد ورد في بعض روايات الحديث أن الفرق بين وفاتيهما جمعة أو نحوها .. ألا فليسعد العاملون، وليستيقظ النائمون، وينتبه الغافلون.

وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو القائل: «إن الله إذا أراد بعبدٍ خيرًا استعمله، فقيل وكيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعملٍ صالح قبل الموت (٢).

اللهم وفقنا لعملٍ صالحٍ ترضاه عنا واجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم لقاك.

أيها الإخوة، لابد من تدقيق العمل وتجويده، ولابد من إخلاص العمل وتصويبه، فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا، ومن أشرك مع الله غيره تركه الله وشركه، وأحبط عمله، فانتبهوا- رحمني الله وإياكم ووفقنا- للإخلاص، فهو أساس قبول العمل أو رده، وما أحوجنا جميعًا إلى أن نتذكر قصة شفي الأصبحي- رحمه الله- مع أبي هريرة رضي الله عنه، فقد دخل شفي المدينة فإذا هو برجلٍ قد اجتمع عليه الناس، فقال: من هذا؟ فقالوا: أبو هريرة، قال: فدنوت منه حتى قعدت بين يديه، وهو يحدث الناس، فلما سكت، وخلا قلت له: أسألك بحق وبحق، لا حدثتني حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته، فقال أبو هريرة: افعل، لأحدثنك حديثًا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته، ثم نشغ


(١) الحديث رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وإسناده حسن (السابق) ١٤/ ٢٨٨، ٢٨٩.
(٢) رواه أحمد والترمذي وسنده صحيح ١٤/ ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>