كما كان رضي الله عنه ملاذًا للناس، شأنه كشأن العالم العامل، يفزعون إليه حين الشدة، فيسليهم، ويعلمهم أزمان وظروف الفتن والمحنة، وحين اشتدَّ الوجع بالمسلمين في طاعون عمواس صرخ الناس إلي معاذ: ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز، فقال: إنه ليس برجز ولكن دعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يخص الله بها من يشاء منكم، أيها الناس أربع خلال من استطاع إلا تدركه، قالوا: ما هي؟ يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويأتي زمان يقول الرجل: والله ما أدري ما أنا، ولا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة (١).
أيها الأحبة كيف خرجت هذه النوعية- وأمثالها كثير- كيف تعلمت، وكيف تربت، ما هي مجالات التربية التي امتازت بها، وميزت بها على الآخرين، تلك معالم تربوية تستحق الجمع والاهتمام ونماذجها قمم إيمانية صالحة للقدوة في كل زمان ومكان، وهذه وتلك تستحق أن تكون مجالاً للحديث في خطب لاحقة بإذن الله والله المستعان وعليه التُّكْلان.