للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطويل- في خبر منام النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل وميكائيل جاءاه قال: فانطلقا فأتينا على مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا- أي صاحوا من شدة الحر- فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة والزواني فهذا عذابهم إلى يوم القيامة (١).

وروى الإمام أبو يعلى وابن حبان وصححه. عن أنس رضي الله عنه: (من مات مدمن الخمر سقاه الله جل وعلا من نهر الغوطة، قيل وما نهر الغوطة؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات- يعني البغايا- يؤذي أهل النار ريح فروجهم).

فأهل النار يعذبون بنتن ريح الزناة (٢)؟

أيها المسلم والمسلمة، وفي يوم عظيم أنتم في أشد حاجة إلى الظل تستظلون به من حر الشمس حين تدنو من الخليقة، والعرق يلجمهم على قدر أعمالهم- هل علمتم أن من أسباب ظل الله للعبد يوم لا ظل إلا ظله- البعد عن مقارنة الزنا، وتصور عظمة الله ورقابته. جاء في الحديث الصحيح أن أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقالت إني أخاف الله.

أيها المسلمون، إن عذاب الله شديد وعقابه أليم. وهو يمهل ولا يهمل، فلا تؤخذوا بالاستدراج، ولا ينتهي تفكيركم عند حدود الحياة الدنيا فإن يومًا عند ربكم كألف سنة مما تعدون.

ولو عدنا مرة أخرى للدنيا لوجدنا من الزواجر والروادع، غير ما مضى، ما


(١) ابن حميد ١/ ٢٧، وانظر صحيح الجامع ٣/ ١٦٥.
(٢) ابن حميد ١/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>