للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً} (١).

أمة الإسلام، ومن أعظم دواعي الفاحشة استقدام الخدم والسائقين تلك، المصيبة التي عمت وطمت، وامتلأت بها البيوت لحاجة ولغير حاجة، واعتاد الرجال على الدخول مع النساء المستخدمات وكأنهن من ذوات المحارم وربما تطور الأمر عند آخرين فجعلها تستقبل الزائرين وتقدم الخدمة للآخرين؟

وليس أقل من ذلك إتاحة الفرصة للسائقين الأجانب بدخول البيوت دون رقيب، والذهاب بالنساء وحدهن دون حسيب، وليت شعري أُنزعت الغيرةُ من الرجال إلى حد يستأمنون فيه الذئاب على الشياه، ويودعون ماء الوجوه لأقوام لا خلاق لهم ولا حياء، وقد يكون بعضهم فاسقًا أو كافرًا بالله فلا ذمة ولا دين له؟ وإذا كان الإسلام حرم على قريب الزوج أن يدخل على زوجته دون محرم، وقد يكون ذا غيرة عليها، وعلى فراش قريبه، فكيف نسمح للأجنبي عنها وعن زوجها ونعطيه من الثقة ما ليس أهلاً لها؟

إن أحداث الزمن وواقع الناس يشهد بكثير من الجرائم والفواحش من وراء استقدام السائقين والخدم ... ولكن التقليد الأبله، والثقة العمياء ربما حجبت الرؤية عند قوم وأصمت آذان آخرين، ومصيبة أن يستيقظ المرء على الجريمة تقع في بيته، وليس من العقل أن يتأخر المرء حتى يصبح عبرة للآخرين فالعاقل من وعظ بغيره، والموفق من استبرأ لدينه وعرضه.

أمة الإسلام مصيبة عظمى أن نسعى بأنفسنا لتهيئة أسباب الفاحشة لنسائنا وأزواجنا وأخواتنا في قعر بيوتنا، ونحن نسمح للسائقين بالخلوة بهن والذهاب


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>