للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وندمه وطلب العودة إلى ما كان فيه .. إلى أن يقول: والموفق من شهد نعمة الله عليه فشكره عليها وثبت عليها، فإن حدثته نفسه الانتقال منها استخار الله استخارة جاهلٍ بمصلحته مفوضٍ أمره إلى الله .. (ولا خاب من استخار وفوض أمره إلى العزيز الجبار)، ثم يختم بقوله: (فأكثر الناس أعداء نعم الله عليهم ولا يشعرون) (١).

أيها المسلمون، وهناك ثمارٌ أخرى للتأمل في سنن الله في هذا الكون، يفتح الله بها على عباده المؤمنين الذين ينظرون بنور الله، ويزنون بميزان الكتاب والسنة، أولئك- فوق ما سبق- ينظرون إلى هذه الفتن والأحداث المؤلمة على أنها أضواء في طريق اليقظة، ومقدمات بين يدي النصر الموعود للمؤمنين.

ينظرون إلى هذه الأحداث المؤلمة أحيانًا، والباعثة للفتن أحيانًا أخرى على أن فيها تعجيلاً لانصرام ظلام الليل، وبشائر لطلوع الفجر .. وقد علمنا الله من سننه أن الفوج بعد الشدة، وأن مع العسر يسرًا، وأن التمكين في الأرض يكون بعد الاستضعاف والتشريد، لكن لابد أن يعي المسلمون أسباب الضياع، ويبدؤوا طريق الإصلاح، ويدَعوا التواكل والسلبية، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم- وإن تتولوا يستبدله قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم .. اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء واختر لنا ما اخترته لأوليائك المتقين .. اللهم انصر دينك وأعز أولياءك.


(١) الفوائد/ ١٨١ (بتصرف) وانظر: لا تحسبوه شرًا لكم، عبد العزيز الجليل/ ١٤٧، ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>