للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكفي أن يتصور المسلم ما أعده الله لمن ترك المراء وإن كان محقًا من الأجر والمغنم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك الراء وإن كان محقًا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وأن كان مازحًا، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» (١).

الآفة الخامسة: الخصومة بالباطل، وهي وراء الجدل والمراء لأنها مدعاة لأكل أموال الناس بالباطل، أو على الأقل فيها اعتداء على الأعراض وإثارة لمشاعرهم مما يستوجب الحقد والبغضاء بين المسلمين.

قال الله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام} (٢).

وهل علمت أخي المسلم «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم» كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (٣).

والألد هو الأعوج، قال تعالى {وتنذر به قومًا لُدًّا} أي عوجًا (٤). فاحذروا المراء ودعوا الخصومات بالباطل، فإن ذلك أسلم لدينكم وأصلح لدنياكم.

الآفة السادسة: التقعر في الكلام، وهو التشدق وتكلف السجع والفصاحة والتصنع فيه، فإنه من التكلف الممقوت إذ ينبغي أن يقتصر في كل شيء على مقصوده، ومقصود الكلام التفهيم، وما زال عنه يقصد إظهار الفصاحة لا ينبغي إلا ما دخل في تحسين ألفاظ التذكير والخطابة لغرض التأثير واختيار الألفاظ الحسنة لدواعي القبول فذلك يختلف عن المنهي عنه.


(١) حديث صحيح رواه أبو داود وغيره: رياض الصالحين/ ٢٦٤، صحيح الجامع ٢/ ١٧.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٠٤.
(٣) رواه البخاري انظر تفسير ابن كثير ١/ ٣٦٠.
(٤) تفسير ابن كثير ١/ ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>