للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجهاد يكون به الدين كلّه لله، وتكون كلمة الله هي العليا لئلا يُفتَنوا بجنس الشهوات، وهم قد وقعوا في الفتنة التي هي أعظم مما زعموا أنهم فرّوا منها، وإنما الواجب عليهم القيام بالواجب، وتركُ المحظور، وهما متلازمان، وإنما تركوا ذلك لأن نفوسهم لا تطاوعهم إلا على فعلهما جميعًا، أو تركهما جميعًا مثل كثير ممن يحب الرئاسة والمال ... إلى أن يقول:

فالواجب عليه أن ينظر في أغلب الأمرين، فإن كان المأمور أعظمَ أجرًا من ترك ذلك المحظور لم يترك ذلك لما يخاف أن يقترن به ما هو دونه من المفاسد، وإن كان ترك المحظور أعظم أجرًا لم يفوّت ذلك برجاء ثوابٍ بفعل واجبٍ يكون دون ذلك (١).

اللهم ألهمنا رشدنا، وعلِّمنا ما ينفعنا، وأنفعنا بما علَّمتنا، وارزقنا خوفك ورجاءك، وأعذنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن ..


(١) الفتاوى، ٢٨/ ١٦٧، ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>