لم لا يكون الحديث خاصًا للمرأة وعددهن في المجتمع كثير ودورهن في الإصلاح كبير.
ويتأكد الحديثُ للمرأة، لأن هناك مَنْ يخاطبها بلهجةِ المصلح المتباكي، والمحرر والمنقذ، والله أعلمُ بما يكتمون؟ !
ويكون الحديثُ للمرأة لأن ثمة هدرًا في وقتها، وتقطيعًا لأيامها وسني عمرها سُدي، واشتغالًا بالتوافه ومحقرات الأمور، ونسيانًا أو تناسيًا للقيم الكبرى والهدف من الوجود.
أختاه أنت محل اهتمام الإسلام وتقديره منذ أيامه الأولى، ولا تزال آياتُ القرآنِ النازلة بشأنكن تُتلى، وأنت محل اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصيته، وهو القائل:«استوصوا بالنساء خيرًا»، ولقد خصَّص للمرأة يومًا للحديث والفتيا- وجاء خلفاؤه الراشدون من بعده يؤكدون العناية بالنساء، وفي سير أعلام النبلاء (١) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر عمروَ بنَ حريثٍ رضي الله عنه أن يؤم النساء في رمضان.
أختاه أنت مستودع للخير بما تملكين، ولئن عذرت عن حمل السيف ونكاية العدوِّ، فسلاحُ القلب وقوة التأثير في مجالاتٍ كثيرةٍ تستطيعين، ولقد أبكيت الأئمة، وأنت بالتأثير على غيرهم حرية، وهاك أنموذجًا فاعقليه.
دخل سفيان الثوري رحمه الله على امرأة زاهدةٍ عابدة تُدعى أمُّ حسان فلم ير في بيتها غير قطعة حصير. فقال لها: لو كتبت رقعةً إلى بعض بني أعمامك ليغيروا من سوء حالك. فقالت: يا سفيان؛ لقد كنت في عيني أعظم، وفي قلبي أكبر. يا سفيان من ساعتك هذه أما إني لم أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها. يا سفيان، والله ما أحبُّ أن يأتي عليَّ وقتٌ وأنا متشاغلةٌ فيه عن الله