يا أكرمَ الخلقِ مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادثِ العممِ
ولن يضيق رسول الله جافك بي ... إذا الكريم تحلى باسم منتقمِ
فإن لي ذمةً منه بتسميتي ... محمدًا وهو أوفى الخلفي بالذممِ
إن لم يكن في معادي آخذًا بيدي ... فضلًا وإلا فقل يازلة القدمِ
وجرى آخر في شركه حتى قال:
وحُلذَ عقدةَ كربي يا محمدُ مِنْ ... هَمٍّ على خَطَراتِ القلبِ مُطَّردِ
أرجوك في سكرات الموتِ تشهدُني ... كيما يهون إذ الأنفاس في صُعُدِ
وإن نزلت ضريحًا لا أنيس به ... فكن أنيسَ وحيدٍ فيه منفردِ
وقال بعضُهم زورًا وبهتانًا:
يا سيدي يا صفي الدين يا سندي ... يا عمدتي بل ويا ذخري ومفتخري
أنت الملاذُ لما أخشى ضرورته ... وأنت لي ملجأٌ من حادثِ الدهرِ
إلى قوله:
وامنن عليَّ بتوفيق وعافية ... وخير خاتمةٍ مهما انقضى عمري
وكفَّ عنَّا أكفَّ الظالمين إذا امتدت ... بسوءٍ لأمرٍ مؤلمٍ نكري
فإنني عبدُك الراجي بودك ما ... أمَّلتُه يا صفي السادة الغرر
قال بعض العلماء: فلا ندري أيَّ معنى اختصر به الخالقُ تعالى بعد هذه المنزلة، وماذا أبقى هذا المتكلم الخبيث لخالقه من الأمر؟ (١).
معاشر المسلمين! هذه نماذجُ من شركيات وغلو في جانب الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت ولا تزال تتكرر في مناسبات المولد المزعوم؟
ويتجاوز المادحون فيها حدود الشرع والعقل، وما هي إلا بدعٌ ابتدعوها
(١) تيسير العزيز الحميد ص ١٨٧، ١٨٩، ١٩١.