للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو في نظرة المسلمين أداةٌ هامة؛ لنقل الخير والدعوة إليه، والتعريف بالشر والتحذير منه، أو هو باختصار كما قال أحدُ المختصين المسلمين بالإعلام: هو إعلاءُ كلمة الله في كل عصر بكافةِ وسائل الاتصال المناسب لكل عصر، والتي لا تتناقض مع مقاصد الشريعة الإسلامية» (١).

أجل لقد استخدم الأنبياء عليهم السلام وسيلة البلاغ للناس أسلوبًا من أساليب الدعوة إلى دين الله، والتعريف بخالق الكون والحكمة من الوجود في هذه الحياة، وذلك بالأسلوب واللغة التي تناسبهم، كل ذلك ليتحقق البلاغ، ويصل البيان، وتقوم الحجة، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٢).

وقيل لخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (٣).

فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وأشهدهم على البلاغ، أشهد ربَّه- وهو به أعلم- أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إنكم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟ » قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت، ونصحت، فقال بأصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء، وينكثها إلى الناس: «اللهم اشهد» ثلاث مرات.

إخوة الإيمان! ومنذ القدم عرف الناسُ البلاغ ووسائل التأثير، فهذا موسى عليه السلام- في سبيل دعوته لفرعون وقومه- رغب أن يكون إحقاقُ الحقِّ


(١) د. زين العابدين الركابي، النظرية الإسالأمية في الإعلام، عن: وسائل الإعلام وأثرها .. الغلايني ص ٤٦.
(٢) سورة إبراهيم، آية: ٤.
(٣) سورة المائدة، آية: ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>