للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخاشع الباكي خاليًا لذكر الله أحدُ السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. «ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه».

وما من شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين، قطرة من دموع من خشية الله، وقطرةُ دمٍ تُهراق في سبيل الله، وأما الأثران، فأثرٌ في سبيل الله، وأثر فريضة من فرائض الله» (١).

ومن آثار الخشية والرقة والخشوع قبولُ الدعاء، ذلكم لأن قلبَ الخاشع هنا حاضرٌ مع الله مستشعرٌ عظمته وضعفَ نفسه، عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت: إنما الوجلُ في قلب الرجل كاحتراق السعفة أما تجد إلا قشعريرة؟ قلتُ: بلى، قالت: فادع فإن الدعاءَ عند ذلك مستجاب. وكان أحدُهم يعلم استجابة دعوته من وجل قلبه ودموع عينيه.

وعن ثابت البناني قال: قال لي فلان: إني لأعلم متى يُستجابُ لي، قالوا: ومن أين تعلم ذلك؟ قال: إذا اقشعر جلدي، ووجل قلبي وفاضت عيناي فذلك حين يستجاب لي (٢).

إخوة الإيمان ما أحوجنا إلى طول الخشية والرقة والبكاء في الدنيا .. حتى نأمن ونفرح بلقاء الله، يوم التلاق.

خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يومًا فقال: «إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضعٌ جبهته ساجدًا لله! والله لو تعلمون ما أعلمُ لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا،


(١) رواه الترمذي وحسنه ووافقه على تحسينه غيره. صحيح سنن الترمذي ٢/ ١٣٣.
(٢) تفسير القرطبي ١٥/ ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>