أيها المسلمون إن الأمرَ عظيم، والخطابُ جليل .. ما أعظم الكارثة حين ينحرف الشباب وهم عمادُ الأمة وأملُها في المستقبل .. وما عاد الانحراف يخفى ونحن بين الفينة والأخرى نسمع عن جرائم خلقيةٍ يندى لها الجبين، ونحن مسؤولون أمام اللهِ عن هؤلاء الشباب الذين تفشت بينهم المخدرات وحطمت مستقبلهم في الدنيا وجعلتهم على شفير الهاوية في الآخرة .. كما نحن مسؤولون عن انتشار الفاحشة في عدد منهم تلك التي تذهب رجولتهم، وتهدر طاقتهم، وتذهب حياءهم وتقتل طموحات الرجالِ في نفوسهم .. والخطبُ كبير حين يمتلك هؤلاء المراهقون أسلحةً فتاكة فيوجهونها إلى الأبرياء من حولهم ولربما قتلوا بها أقرب الناس إليهم .. بل ربما اعتدوا بها على أنفسهم.
لابد من قومة صادقةٍ لله وتوعية شاملةٍ للمخاطر تشمل الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات ورجالات الأمنِ والحسبة، والأئمة والخطباء والشباب الغيور على دينه وأبناءِ أمته .. ورجالات الإعلام والمفكرين والأدباء القادرين على الكتابة ومخاطبة جمهور الأمة وشبابها وشاباتها على الخصوص.
ولابد مع ذلك من الحزم في العقوبة لمن لا يجدي معه النصحُ ولا يستفيد من التوعية ولا شك أن العقوبات في الإسلام ذاتُ أهدافٍ جليلة وإن ظنها الجهلةُ للوهلة الأولى شديدةً على من أقيمت عليه .. ولا ضير أن يهلك شخصٌ في سبيل حياة الآخرين والله يقول:{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
وكما ندعو إلى معاقبة أصحاب الجرائم الخلقية بما يكفل عدم انتشارها وتدميرها للشباب ندعو كذلك إلى التشديد في توفير السلاح عند الأحداثِ والمراهقين الذين لا يحسنون استخدامها.