للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لرقي الأمة الإسلامية) (١)، ثم يختم تفسير السورة بهذا النداء:

ظهر الحق أيها المسلمون، اللهم إني أبرأ إليك من الكتمان، اللهم إني بينت في هذا التفسير داء المسلمين ودواءهم في أكثر سور كتابك. أيها المسلمون ما فرقكم إلا الجهل، أيها المسلمون، أليس فيكم رجل رشيد؟ أليس فيكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في هذه الأرض؟ {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} [الأنبياء: ١٠٦] (٢).

[ب - استشهاده بأقوال علماء الغرب]

طيلة مسيرتك مع الشيخ، وتأملك في جواهره، تجده يستشهد بين الفينة والفينة، بقصص علمية أو أقوال لعلماء ومخترعين، من ذلك ما نراه في مجال دعم ما يناقشه من قضية إثبات الصانع والديانات، عند قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: ٢١] بقول لهكسلي ينقله عن سبنسر: (العلم الطبيعي الصحيح والدين الصحيح توأمان، إذا انفصل أحدهما عن الآخر، خرا صريعين وماتا رغم أنفهما). ثم قال سبنسر: (متى اتفق العلم والدين نموا نموًا صحيحًا، فالدين ينمو بامتداد جذوره وتغذية أصوله، في رياض العلم الصحيح، والعلم الصحيح يؤيده الدين ويشد أزره، فيكون قويًّا متينًا).

بل نجد الشيخ طنطاوي رحمه الله، يصرح بما هو أخطر من ذلك، حيث يقرن بالكتاب العزيز كلام الفرنجة، لتأييد ما يدعو إليه، فها هو عند تفسيره قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} [البقرة: ١١٥] يقول:

(فانظر كيف كان القرآن يدعو حثيثًا إلى هذه العجائب، وصغار العقول نائمون، وبعض العلماء غافلون، والمغرورون من متعلمي اللغات الإفرنجية مفتونون، وقد أقمت الحجة على الجميع من الكتاب وكلام الفرنجة، عسى أن يكونوا من


(١) الجواهر جـ ١٠ ص ٢٢٦.
(٢) الجواهر جـ ١٠ ص ٢٥٣ - ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>