للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتكلمين أقرب فها هو عند تفسير قول الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥]، يخالف من فسر سبيل المؤمنين (بالإجماع)، كما يخالف من فسر قوله {مَا تَوَلَّى} (بالإضلال)، ثم يعرض لمذاهب المتكلمين في أفعال العباد، فيرد مذهب الجبر، كما يعارض مفهوم الكسب، الذي قال به الأشاعرة، ويثبت أن للعبد قدرة وإرادة، وينقل عن بعضهم قولته (إن كسب الأشعري، وطفرة النظام، وأحوال أبي هاشم ثلاثتها من محاولات الكلام) (١).

فهذه نبذة عن تفسير الأستاذ الأكبر، وهو تفسير تتجلى فيه أهداف السور تجلية تامة، ولقد قال عنه الدكتور محمد البهي (إنه جدير به أن يسمى تفسير مشاكل التفسير أو نهضة في تفسير القرآن، أو تعقيب على تفسير المفسرين).

[رأيي في التفسير]

وفي رأيي أن الشيخ شلتوت، قد أحسن العرض للموضوعات التي تطرق إليها ولقد كان اختياره موفقًا لهذه الموضوعات، لكن أود هنا أن أسجل بعض الملاحظات:

١ - إن التفسير وإن كان يشفي الغلة في الموضوعات التي تطرق لها، فإنه لم يف بغرض القارئ في كثير من الموضوعات، فالشيخ مثلًا لم يعرض لكثير من الأحكام في سورة البقرة، مع أنها من المهمات التي لا يستغني عنها المسلم، كما أنه لم يعرض لكثير من أحكام سورة المائدة ونداءاتها، وهي من أكثر الأمور التصاقًا بالحياة، وبخاصة بين المسلمين وبين غيرهم، هكذا كان هذا التفسير غير وافٍ بأحكام الأجزاء التي فسرها.

٢ - تطرق الشيخ رحمه الله إلى بعض الخلافات التي لا طائل تحتها، كالخلاف في الحواريين أمؤمنون هم؟ ؟ وفي (المائدة) أَنَزَلَتْ أم لم تنزل وكان من الخير أن


(١) ص ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>