للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ٣/ ٥]

والذي نأخذ به أن سورة الرعد مكية كلها، قال صاحب الظلال: "السورة مكية بخلاف ما ورد في المصحف الأميري وبعض المصاحف -اعتمادًا على بعض الروايات- أنها مدنية. ومكية السورة شديدة الوضوح، سواءً في طبيعة موضوعها، أو طريقة أدائها أو في جوّها العام، الذي لا يخطئ تنسمه من يعيش فترة في ظلال القرآن" (١).

نزول قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} يوم النحر في حجة الوداع:

يرى الأستاذ أبو زهرة أن هذه الآية نزلت يوم النحر، في حجة الوداع، ونقل هذا القول عن الإمام القرطبي -رحمه الله- وكذا نقله الشوكاني في تفسيره (٢).

ومن المعروف عند العلماء المحققين أن هذه الآية الكريمة هي آخر القرآن نزولًا، ومن المعروف أيضًا أن الآية التي نزلت في حجة الوداع هي قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣] وليست آية الربا، ولم أرَ أحدًا من العلماء ذكر أن آية الربا نزلت في حجة الوداع إلا ما ذكره الإمام القرطبي، ونقله عنه أبو زهرة. لذا فنحن لسنا مع الأستاذ أبي زهرة في هذا القول (٣).

[رأيه في بعض مسائل التفسير]

إن عد الشيخ من مدرسة الجمهور، لا يعني التزامه بكل جزئية من الجزئيات مما للجمهور فيه رأي، وإنما تقضي طبيعة الفكر والاستقلال في البحث، أن يكون لكل باحث بعض الآراء، التي يوصله إليها تفكيره وبحثه.

والشيخ أبو زهرة يحارب التعصب في الرأي، ويظهر هذا من خلال كتاباته وأبحاثه. فهو لا يرضى مثلًا من هؤلاء الذين يسمون بالسلفيين، وينكر أن يكون ما


(١) الظلال، ٤/ هامش ص ٢٠٣٩. وانظر: إتقان البرهان، ١/ ٣٨٥.
(٢) انظر: القرطبي، ١/ ١٠٧. الشوكاني، ٥٠. أبو زهرة، ١/ ٧٦.
(٣) انظر: المنار، ٣/ ١٠٥. إتقان البرهان، ١/ ١٧٧ - ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>