للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣ - الشيخ عبد القادر المغربي ١٨٦٧ - ١٩٥٦]

[١ - حياته]

ولد الشيخ عام (١٨٦٧ م) في اللاذقية، من بيت علم قديم لا يزال معروفًا في تونس باسم دارغوت، واشتهر في بلاد الشام باسم المغربي، وينتهي نسبه إلى المجاهد الكبير أمير البحر درغوت المدفون في طرابلس الغرب. وقد تلقى العلم أولًا على والده وبعض أفراد أسرته وبعض كبار العلماء المعروفين، منهم الشيخ حسين الجسر مؤلف الرسالة الحميدية. ثم اتصل بالمصلح الكبير السيد جمال الدين الأفغاني، وكتب عنه مذكرات نشرتها دار المعارف المصرية في العدد (٦٨) من سلسلة (اقرأ)، ثم أولع بدراسة آثار الشيخ محمد عبده وأعجب بعمق أفكاره، وأخذ يجهر بضرورة الإصلاح الديني والاجتماعي والسياسي، فلقي في سبيل ذلك عسرًا وعناء، حمله على اللجوء إلى مصر، بعد أن استدعاه إليها الشيخ محمد عبده، وفيها عكف على الاشتغال بالصحافة، وكتب في أكبر جرائد ذلك العصر، وكانت مقالاته في جريدة المؤيد حديث الطبقة المثقفة المستنيرة آنذاك.

[عودته]

ولما أعلن الدستور العثماني، عاد إلى طرابلس الشام، فأصدر فيها جريدة (البرهان) تبشر بالمبادئ الإصلاحية التي ارتضاها، وتدعو إلى النهضة اليقظة بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد اشترك بعدئذ مع صديقه عبد العزيز جاويش والأمير شكيب أرسلان، في تأسيس كلية دار الفنون في المدينة المنورة، كما اشترك في تأسيس الكلية الصلاحية في القدس. وكان هدفها تخريج علماء ودعاة إلى الدين، يجمعون بين العلوم الدينية والعصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>