للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ٣/ ٥]

وإن ذكر قراءة لم يعزها إلى أصحابها، كما أنه -رحمه الله- لم يكن يميز بين متواترها وشاذها.

[الشيخ لا يبين القراءة المتواترة من الشاذة]

مثال ذلك: يذكر في قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ (٢)} [الفاتحة: ٢]، قراءتين:

الأولى: وهي الرفع {الْحَمْدُ} والثانية: (الحمدَ).

فيقول: "وتقرأ كلمة {الْحَمْدُ} برفع الدّال، والمعنى: الحمدُ الثابت الكامل المستغرق لكل صنوف الحمد هو لله وحده ...

وهناك قراءة بفتح الدال علي أنه مصدر، ومنصوب بفعل محذوف، ويكون المؤدَّى للقول: أحمدِ الحمدَ كلّه لله تعالى، فلا تحمدْ سواه .. وهذه القراءة تفيد تجدد الحمد آنًا بعد آنِ بالتذكير بنِعَم الله تعالى وآلائه، والقراءة السابقة تفيد دوام الحمد، كما تدل على ذلك الجملة الاسمية لأنها تفيد الاستمرار" (١).

ولم يكتف الشيخ بما ذكره، ولكنه عَدَّ قراءة (الحمدَ) بالنصب قراءة متواترة مع أنها قراءة شاذة كما ذكر علماء القراءات.

قال الإمام القرطبي -رحمه الله-: "وأجمع القرّاء السبعة وجمهور الناس علي رفع الدال في {الْحَمْدُ لِلَّهِ} وروي عن سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجّاج: (الحمدَ لله) بنصب الدال" (٢).


(١) أبو زهرة، ١/ ٥٧.
(٢) القرطبي، ١/ ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>