ندري أيكون لهذا أثر على كتاباته العلمية، وذلك ما لا نريد أن نستعجل في الحكم عليه الآن.
ونرى لزامًا علينا قبل أن نتحدث عن تفسيره، أن نتحدث عن كتابه القرآن المجيد؛ لأنه في رأيي يلقي الضوء على كثير من آرائه في علوم القرآن وقضايا التفسير.
[القرآن المجيد]
ولقد سافرت إلى دمشق لزيارة الرجل والتحدث معه، فكان حسن المقابلة كريم اللقاء. ودار الحديث حول التفسير والمفسرين، وعن طريقه وبعض آرائه، ولما كان هذا النقاش العملي لا تكفيه هذه الجلسة مع طولها، اقترح عليّ أن أقرأ كتابه، القرآن المجيد، قبل البدء بدراسة تفسيره؛ لأنه مقدمة لتفسيره - كما يقول - ضمنه آراءه وانتقاداته واعتراضاته. ولذلك لا بد من التحدث عن هذا الكتاب قبل البدء بالحديث عن التفسير.
يشتمل هذا الكتاب الذي تربو صفحاته عن الثلاثمائة، على أربعة فصول:
الأول: في أسلوب القرآن ووحيه وأثره.
الثاني: في جمع القرآن وتدوينه وقراءاته ورسم المصحف وتنظيماته.
الثالث: في الخطة المثلى لفهم القرآن وتفسيره.
الرابع: في نظرات وتعليقات على كتب المفسرين ومناهجهم.
والذي يهمنا بالطبع الفصلان الأخيران، وقد شغلا أكثر من نصف صفحات الكتاب. ولا بأس قبل ذلك أن نشير إلى ما ذكره في الفصلين الأول والثاني.
فقد تحدث في الفصل الأول عن أسلوب القرآن الكريم وأثره، وقد عرض في هذا الفصل لما ذكره المستشرقون والمبشرون من أن السيرة في العهد المدني قد تطورت، فقد انقلب النبي - صلى الله عليه وسلم - من نبي إلى حاكم أو صار سلطانًا، وأن النبي قد نقض المبادئ التي بشر بها ودعا إليها في مكة وخالفها، وهو يقول إن السيرة قد