ظهر لنا مما سبق أن هناك رأيين في التفسير العلمي يظهر تعارضهما:
أحدهما يقف منه موقف المنكر والمستنكر. والآخر يسهب فيه إلى حد التكلف، الذي يخرج بآيات القرآن عن مدلول ألفاظها. فالرأيان كما أعتقد فيهما إفراط وتفريط. والذي أختاره في هذا الموضوع أوجزه فيما يلي:
أ- إن التفسير العلمي ضرورة تتطلبها هذه الفترة الزمنية التي نعيشها، شريطة أن يتوفر لذلك ذوو الاختصاص.
ب - إن القول بأن التفسير العلمي فيه غض من قدر الصحابة رضوان الله عليهم لا إخاله متفقًا مع منطق الواقع ومسلمات العقل.
ج- إنَّ القرآن ليس ديوان شعر، كما أن سوره وآياته ليست قصائد وأبياتًا يقولها الشاعر في ظرف معين، وإنما القرآن كتاب الله ما دامت الإنسانية. وإذًا فلا بد من أن تكون فيه الجدة دائمًا، وهو الذي لا تنقضي عجائبه، ولذا فإن الله تبارك وتعالى، لا إله إلا هو يفتح لمن أراد أبوابًا في فهم هذا الكتاب.
من كلّ ما سبق فإن التفسير العلمي إذا تواهر له مناخه الصالح، واستجمع الشروط فلا مانع منه أبدًا، وهذه الشروط كما أرتئيها:
١ - موافقة اللغة موافقة تامة بحيث يطابق المعنى المفسر المعنى اللغوي.
٢ - عدم مخالفة صحيح المأثور عن الرسول عليه وآله الصلاة والسلام أو ماله حكم المرفوع.
٣ - موافقة سياق الآيات بحيث لا يكون التفسير نافرًا عن السياق.