للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ٣/ ٥]

هذه لا تكاد تقع الجملة بعدها إلا مصدرة بنحو ما يُتَلَقَّى به القسم، وقال ذلك الزمخشري" (١).

والذي نختاره أن (ألا) التنبيهية حرف بسيط، لأن دعوى التركيب على خلاف الأصل، ولأن ما زعموا من أن همزة الاستفهام دخلت على لا النافية دلالة على تحقق ما بعدها إلى آخره خطأ، لأن مواقع (ألا) تدل على أن (لا) ليست للنفي فيتم ما ادعوه، ألا ترى أنك تقول: "ألا إنّ زيدًا منطلق"، ليس أصله، لا أن زيدًا منطلق. إذ ليس من تراكيب العرب، بخلاف ما نظر به من قوله تعالى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ} لصحة تركيب ليس زيدٌ بقادر، ولوجودها قبل ربّ وقبل ليت، وقبل النداء وغيرها مما لا يعقل فيه أن (لا) نافية، فتكون الهمزة للاستفهام دخلت على (لا) النافية فأفادت التحقيق.

وعلامة (ألا) هذه التي هي تنبيه واستفتاح صحة الكلام بدونها (٢).

ونحن نتفق مع ما ذهب إليه أبو حيان - رحمه الله - من أن (ألا) حرف بسيط غير مركب يدل على الاستفتاح والتنبيه.

معنى الباء في قوله تعالى: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}:

يرى الأستاذ أبو زهرة أن معنى الباء هنا هو (الملابسة) (٣).

وذهب جلُّ المفسرين إلى أن الباء هنا للتعدية، وهي مرادفة للهمزة في التعدية، على مذهب الجمهور، وفرق بينهما أبو العباس المبرد (٤).


(١) الكشاف، ١/ ٦٢.
(٢) البحر المحيط، ١/ ١٩١ - ١٩٢. انظر: الدر المصون، ١/ ١٣٩.
(٣) أبو زهرة، ١/ ٤٣.
(٤) الدر المصون، ١/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>