للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة الأنعام، وحديثه في مقدمة سورة الأنفال عن الجهاد ومتعلقاته، وكذلك المواطن التي تحدث فيها عن الغزوات وبعض أحداث السيرة.

وإذا كنا نتحدث عن الأسلوب فلا ينبغي أن نهمل عناية الرجل بالصور الفنية والمشاهد القرآنية الكثيرة التي يحاول أن يظهرها كأنما هي صور متجسدة أمام القارى، والظلال كله يجسّد فكرة التصوير الفني التي سجلها قطب في كتابه (التصوير الفني في القرآن).

رابعًا: الشدة والعنف في آرائه:

ولا بد أن نشير هنا إلى أن بعض آرائه تظهر فيها الشدة والعنف وذلك فيما كتبه في مواضع كثيرة حول ما ينبغي أن يكون عليه موقف المسلمين من غيرهم، ولكننا إذا أدركنا ما يعانيه المسلمون اليوم، وعرفنا مقدار الكيد الذي يكاد لهم وما يدبر لهم بليل فإننا يمكن أن نعذر الرجل (١).

وليس ذنبه أن يأتي بعده من الشباب من يتحمس لآرائه وأفكاره، فيبالغون في فهمها والتمحل في تطبيقها حتى غدت عندهم سيفًا مسلطًا على رقاب الأمة، فوجدنا من يتتسب إليها فيمن يسمون أنفسهم القطبيين) أو (جماعة التكفير والهجرة) أو غير ذلك.


(١) يتفاوت هذا بتفاوت الأمكنة والأزمنة فنحن نرى في بلادنا مثلًا أعني بلاد الشام الهجوم السافر على الإسلام وأهله من أصحاب الأيديولوجيات المختلفة- ولقد صدر أخيرًا كتيب بعوان (رسالة القوميين العرب الأولى) يقول فيه صاحبه .... ينبغي أن نغير المفاهيم السائدة في مجتمعنا لنحول بين الابن وأبيه وأن نوجد سدًّا يحول بين الناس وما ألفوه من قيم ومثل، وينبغي أن نأتي بقرآن جديد لنصرف الناس عن القرآن الذي عرفوه من قبل، كذلك صدر لكاتب آخر كتاب (الأيديولوجية الانقلابية) وغاية هؤلاء جميعًا تحويل الناس عن عقيدتهم واقتلاع جذور هذه العقيدة من القلوب. هذا الكفر الصريح ربما لم يظهر في بعض البلاد لذلك كان الظلال المرجع الذي يجد فيه كثير من المسلمين وبخاصة من الناشئة المثقفة منهلًا عذبًا يشبع حاجاتهم الفكرية والعقدية أمام تيار الكفر الزاحف. كتبنا هذا التعليق في وقت إعداد رسالة الدكتواره في أول السبعينيات من القرن الماضي. والأمر اليوم أشدّ من ذلك وأنكى.

<<  <  ج: ص:  >  >>