للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الناس]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)}.

تمهيد:

قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} قد علمنا أن الصفة الجامعة بين هذه السورة وبين التي قبلها (هي المعوذتان). وعلمنا أنها تسمية نبوية، وقد جرت هذه الصفة مجرى الاسم لهما.

أما الاسم الخاص بهذه السورة فهو (الناس) كما أن الاسم الخاص بالسورة الأولى: (الفلق).

والمناسبة بين السورتين يرشد إليها اشتراكهما في الوصف، وهو التعوذ بهما من الشرور المذكورة فيهما، وفي السورة الأولى الاستعاذة من الشر العام، ومن ثلاثة أنواع منه ذكرنا الحكمة في تخصيصها بالذكر (١). وفي هذه السورة الاستعاذة من شر واحد لكنه سبب في شرور كثيرة.

النفوس الشريرة:

المناسبة:

والمناسبة القريبة بين السورتين هي أن النفوس الشريرة ثلاثة أقسام:

١ - قسم يصدر عنه الضرر ويعمله.

٢ - وقسم لا يريد الخير فيسعى في سلبه وانتزاعه، وهو شر من الأول.


(١) أي شر ما خلق، وشر الغاسق، والنفث، والحسد.

<<  <  ج: ص:  >  >>