للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ٣/ ٥]

[الفعل المحذوف بعد (بسم الله)]

يذكر الشيخ أبو زهرة - رحمه الله - كما ذكر غيره من المفسرين - أن يُقَدَّر - فعل محذوف بعد بسم الله لإفادة لاختصاص، وهذا الفعل المقدّر إما أن يكون متناسبًا مع الفعل الذي أود القيام به كالقراءة أو الأكل. ويرى بعض المفسرين أن يقدّر الفعل (ابتدئ) مطلقًا في كلّ فعل (١).

وهذا الذي ذكر آنفًا لا شيء عليه، وإنما الإشكال في القول الذي أضافه أبو زهرة - رحمه الله - فيقول: "وبعض العلماء قال: إنها في القرآن الكريم في معنى القسم، بأن القرآن حقٌّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وتكون على هذا للقسم، ويقدر الفعل بـ (أقسم) والمعنى على ذلك في أول كلّ سورة اجعل قسمك بالله الرحمن الرحيم أن ما تتلو هو الحق الذي لا ريب فيه، فهو الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" (٢).

وهذا الرأي الذي ذكره أبو زهرة لم أجد له سلفًا فيه - فيما وقفت عليه - إلا ما ذكره الإمام القرطبي - رحمه الله - في تفسيره إذ يقول: "قال العلماء: (بسم الله الرحمن الرحيم) قسم من ربنا أنزله عند رأس كلّ سورة، يقسم لعباده أن هذا الذي وضعت لكم يا عبادي في هذه السورة حق، وأني أفي لكم بجميع ما ضمنت في هذه السورة من وعدي ولطفي وبري".

أقول: لكن هناك فرق بين ما ذكره القرطبي، وبين ما ذكره أبو زهرة. فالقرطبي يجعل القسم صادرًا من الله - سبحانه وتعالى - لعباده، وأما الشيخ أبو زهرة فيجعل القسم صادرًا من العبد، أي إن العبد يقول: أقسمُ باسم الله أن ما أقوله حق.


(١) أبو زهرة، ١/ ٤٩.
(٢) أبو زهرة، ١/ ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>