للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ٣/ ٥]

نحن نتفق مع أبي زهرة في قضيتين ونخالفه في واحدة مما ذكر. أما القضيتان اللتان نتفق معه فيهما فهما:

أ- اعتباره أن الفاتحة ليست أول ما نزل من القرآن، وهذا حقٌّ فقد ثبت بالأدلة الصحيحة عند العلماء المحققين أن مطلع سورة العلق هو أول ما نزل من القرآن (١).

ب- قوله بعدم تكرار نزول الفاتحة في المدينة بعد نزولها في مكة، وهذا أيضًا حقّ، فإن القول بتكرار النزول قول لا يقوم أمام النظر الصحيح لا عقلًا ولا نقلًا، خاصة في الفاتحة (٢).

أما القضية التي لا نتفق معه فيها قوله: بأن الفاتحة نزلت عندما فُرضت الصلاة في الإسراء والمعراج.

فنقول: إن هذا القول لا يُقبَل لعدم وجود نقل صحيح يؤيد هذا الرأي من جهة، ومن جهة أخرى فإن بعض العلماء جعل الفاتحة هي أول ما نزل من القرآن الكريم، وهي وإن لم تكن أول ما نزل فإن بعض العلماء جعلها من أول القرآن نزولًا وهي أول سورة نزلت كاملة تامة، ويكاد يجمع العلماء على أن الفاتحة قد تقدم نزولها.

أما القول بأنها تأخرت إلى السنة العاشرة من البعثة فقول لا يُقبَل.

[سورة الرعد مدنية]

يرى الشيخ أبو زهرة أن سورة الرعد مدنية (٣)، دون أن يشير إلى أن السورة فيها خلاف في مكيتها ومدنيتها (٤).


(١) انظر: إتقان البرهان، ١/ ١٦٧ - ١٧٥. وقد ناقش الدكتور فضل القائلين بأنها أول ما نزل على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
(٢) انظر: إتقان البرهان، ١/ ٣٠٥. وقد ناقش الدكتور فضل القول بتكرار نزول الآية أو السورة.
(٣) أبو زهرة، ١/ ٩٤.
(٤) انظر: الشوكاني، ص ٨٧٥. والقرطبي، ٩/ ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>