الغير يحتاج إلى التزام القول بالنسخ وهو خلاف الأصل، وأيضًا على ما قالوه يكون الكتاب خاليًا عن بيان حكم السحاق واللواطة، وعلى ما قلناه يكون متضمنًا لذلك، وهو الأنسب بحاله، فقد قال سبحانه:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام: ٣٨]{تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}[النحل: ٨٩]، وأجيب بأنا لا نسلم أن هذا قول مجاهد (١).
* اختلافات ناشئة عن أسباب أُخَر:
هناك اختلافات بين المفسّرين ليس منشؤُها اللغة أو القراءات وليست في آيات الأحكام كذلك، بل ترجع إلى أمر آخر قد يكون التاريخ وقد يكون غيره. وإليكم هذا المثال:
وردت كلمة (مرَّتَيْن) في آيات كثيرة من كتاب الله. قال تعالى في شأن المنافقين:{سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}[التوبة: ١٠١].
وفي السورة نفسها (سورة براءة) وفي شأن المنافقين أيضًا جاء قوله سبحانه: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ}[التوبة: ١٢٦].
وفي سورة الإسراء:{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ}[الإسراء: ٤].
وفي سورة القصص في شأن أهل الكتاب الذين آمنوا برسالة النبي - صلى الله عليه وسلم -: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا}[القصص: ٥٤].
وفي سورة الأحزاب في شأن أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن -: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ}[الأحزاب: ٣١].
فتفسير هذه الكلمة في بعض الآيات كان ظاهرًا ليس فيه اختلاف بين المفسّرين، وذلك في آيتي القصص والأحزاب. أمَّا آيتا براءة فقد اختلف فيهما المفسّرون. ففي