أنزل، عربيًا غير ذي عوج، وبهذا تزيد أواصر الأمة المسلمة، حيث تكون لغة القرآن إحدى الروابط بينها.
[تفسيره]
لم يفسر الشيخ المراغي القرآن كله، بل ليس له تفسير لجزء واحد من أجزائه الثلاثين، ويقيني أن عده من المفسرين أمر تدخل فيه منصب الشيخ ومركزه. فكم من أناس كتبوا في التفسير أكثر مما كتبه الشيخ، ولم يذكروا في عداد المفسرين، وقد أحصى الأستاذ الذهبي في كتابه (التفسير والمفسرون) ما فسره الشيخ، فما كان إلا بعض سور كسورة لقمان والحجرات والحديد، وبعض آيات من سور القرآن العظيم وقد كانت دروسًا يتخيرها الشيخ ليلقيها على مستمعيه في شهر رمضان المبارك، وفيهم أرباب السلطة والسلطان.
ويظهر لنا من خلال هذه التفسيرات الخصائص التالية:
١ - يسر أسلوبه وسهولة ألفاظه ووضوح معانيه.
٢ - إقلاعه عن ذكر الإسرائيليات وإبعادها عن مواطن التفسير.
٣ - وقوفه عند مبهمات القرآن بحيث لا يتعدى ما أخبر القرآن عنها.
٤ - عدم التزام مذهب فقهي معين في تفسير آيات الأحكام.
٥ - تأويله لبعض الآيات بما يخرج عن رأي الجمهور.
٦ - بيانه لحكمة التشريع.
٧ - تفسيره لبعض الآيات تفسيرًا علميًّا.
ونلاحظ أن هذه الخصائص لتفسير الأستاذ رحمه الله يظهر منها تأثره بالإمام على أننا قبل أن نذكر بعض الأمثلة من تفسيره، ينبغي أن ننوه اعترافًا وتقديرًا بمنقبتين اثنتين لشيخ الأزهر.