للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما نقول في المقل: "إنما نكحل في موضع العينين" (١).

ومن خلال مصادره يتبين لك عظم فائدة تفسيره، وسأنقل لك كما وعدتك بعض النماذج من التفسير التي يتبين لك من خلالها عنايته بالقضايا اللغوية مفردات وتراكيب، وعنايته بالقضايا البلاغية والنحوية والعقدية وغيرها (٢).

[نماذج من تفسيره]

[١ - صلاح النفوس وإصلاحها]

{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء: ٢٥].

الشرح والمعنى:

صلاح الشيء: هو كونه على حالة اعتدال في ذاته وصفاته، بحيث تصدر عنه أو به أعماله المرادة منه على وجه الكمال.

وفساد الشيء هو كونه على حالة اختلال في ذاته وصفاته، بحيث تصدر عنه أو به تلك الأعمال على وجه النقصان.

مثال الصلاح والفساد:

اعتبر هذا في البدن، فإن له حالتين: حالة صحة، وحالة مرض:

والأولى هي حالة صحته باعتدال مزاجه، فتقوم أعضاؤه بوظائفها وينهض هو بأعماله.

والثانية هي حالة فساده باختلال مزاجه، فتتعطل أعضاؤه أو تضعف كلها أو بعضها عن القيام بوظائفه، ويقعد هو أو يثقل عن أعماله.


(١) مقدمة في تفسيره ص ٥١.
(٢) التعليقات على كلام ابن باديس، الموجودة في حواشي هذه الصفحات، هي تعليقات لناشري التفسير وهما الأستاذ محمد الصالح رمضان، والأستاذ توفيق محمد شاهين.

<<  <  ج: ص:  >  >>