للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يورد في تفسيره لسورة العلق رواية البخاري، في أن السورة أول ما نزل من القرآن، وكم كنا نود لو تنبه الشيخ إلى هذا التناقض في كلامه.

ب- في تفسير المنار ينقل الإمام عن الجلال، تفسير الإله بأنه المعبود بحق ويستحسن هذا التفسير يقول (١):

(فسر الجلال الإله بالمعبود بحق ... وقد استحسن الإمام قوله ... وقال إن تفسيره لكلمة (الإله) هو الشائع، وهو إنما يصح إذا حملنا العبارة على معناها الحقيقي، وهو استعباد الروح وإخضاعها لسلطان غيبي، لا تحيط به علمًا، ولا تعرف له كنهًا، فهذا هو معنى التأليه في نفسه، وكل ما ألهه البشر من جماد ونبات وحيوان وإنسان، فقد اعتقدوا فيه هذا السلطان الغيبي، بالاستقلال أو بالتبع لإله آخر أقوى منه سلطانا). وهذا هو نفس النص الذي كتبه الأستاذ المراغي في الأنموذج الذي نقلناه في تفسيره.

ج- وكذلك عند تفسيره لمعنى (الحي) فإنه يأتي بعبارة الإمام نفسها، وإذا كان الأمر كذلك فإن الآراء التي تبناها الإمام، وصاحب المنار هي نفسها التي نقلها المراغي كرأيه في السحر والدجال ونزول عيسى وأحاديث المهدي. وبالجملة فأكثر الملاحظات التي أوردتها على تفسير المنار، يمكن أن ترد على تفسير المراغي، والمسألة التي وجدته لا يسير على رأيهما فيها تفسيره لقصة البقرة.

[٢ - التقاطه كل ما فيه غرابة]

يلتقط المراغي كل رأي فيه غرابة وعجب، ولو أورده غيره بصيغة الاحتمال، من ذلك نقله عن الشيخ طنطاوي تفسير يأجوج ومأجوج بالمغول والتتار، يقول في تفسيره لسورة الكهف (٢) (يأجوج -هم التتر، ومأجوج- هم المغول، وأصلهما من


(١) تفسير المنار جـ ٢ ص ٢٣.
(٢) تفسير المراغي جـ ١٦ ص ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>