فإن فيها وحدة عضوية، بمعنى أن ما في السورة الكريمة من موضوعات وقضايا يتمم بعضه بعضا، ولعل هذا أقرب إلى الحق.
على أن هناك سورًا قرآنية كريمة ليس من الصعب أن ندرك الوحدة الموضوعية فيها كسورة يوسف عليه الصلاة والسلام وقصار السور.
ونحن نرى أن هناك من تكلف في إبراز الوحدة الموضوعية في كلّ سورة من سور القرآن، أفلا يكفينا أن يكون في كلّ سورة وحدة عضوية؟ سورة الكهف مثلًا، كان فيها الحديث عن أصحاب الكهف، وعن الرجلين، اللذين جعل الله لأحدهما جنتين، وما تبع هذا من الحديثا عن المال والبنين، وقصة موسى - صلى الله عليه وسلم - مع العبد الصالح، وقصة ذي القرنين، وبدراسة هذه الموضوعات والقصص ندرك أن سورة الكهف تحدثت عن مقومات الشخصية المسلمة وعناصرها، وهي العقيدة والعبادة وقد مثل هذه أصحاب الكهف، والعلم الذي مثلته قصة موسى مع العبد الصالح، والجهاد الذي مثلته قصة ذي القرنين.
وهكذا يكفينا أن نجلي الوحدة العضوية في سور القرآن الكريم، وهكذا الحديث عن المفردات القرآنية في سور القرآن الكريم، فتتبعها في السور القرآنية حسب نزولها.
[٣ - المصطلح القرآني أو اللفظة القرآنية]
وهذا اللون - كما ذكروا - يخص بالمصطلحات والمفردات، فالباحث يختار لفظة من ألفاظ القرآن، ويتتبعها من خلال الآيات والسور، بحيث يجمع اللفظة بكل اشتقاقاتها وتصاريفها، ثم يحيط بتفسيرها مستنبطًا الدلالات واللطائف في ورود هذه اللفظة على ما وردت عليه.
على أن الذي أطمئن إليه أن ما هو حري أن يسمى تفسيرًا موضوعيًا هو اللون الأول، وهو أن يؤخذ الموضوع الواحد حسب آي القرآن الكريم.