للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعلمه، فهي من الأسرار، وهو يرد رأي الشيخ صراحة، ورأي صاحب المنار في تفسير قصة البقرة، ويرى أنه تأويل لا تساعد اللغة عليه ويرده السياق.

[آراء الشيخ في بعض مسائل التفسير]

[١ - رأيه في القصص القرآني]

يتحدث الشيخ في ثنايا تفسيره لسورة البقرة عن القصص القرآني، ويبين مذاهب الكتاب فيه، فيذكر مذهب المؤولين، ممثلًا له بما قال الشيخ محمد عبده في قصة البقرة ويرده، ثم يذكر رأي القائلين بالتحليل، ويبين أنهم وإن اتفقوا مع المؤولين في صرف اللفظ عن ظاهره إلا أنهم يختلفون عنهم بصرف اللفظ إلى تخييل ما ليس بواقع واقعًا، فلا يلزم فيه الصدق، ولا أن يكون إخبارًا بما حصل، ولشدد النكير على هؤلاء في تفسيره لسورة البقرة (١).

ثم يعود للحديث عنهم في سورة المائدة، يقول (٢):

(بقي أن جماعة متفلسفة هذا العصر، حاولوا أن يعيدوا بعض آراء قوم حكموا عقولهم فيما قصه الله فقالوا - إن مثل هذا القصص لا يلزم أن يكون صادقًا، يحكي واقعًا صحيحًا، وإنما يجوز أن يكون القرآن جارى فيه معلومات اشتهرت على تعاقب العصور، من غير أن يكون لها أصل كوني، وأن القرآن حدث القوم بما يتناقلون من معارف مأثورة، وإن لم يكن لها واقع صحيح، قالوا - ومن الجائز أن يكون القرآن هو الذي وضعها ابتداء، بقصد التمثيل لغرض صحيح، وهو التأثير على القوم في سبيل اعتناق الحق الذي يدعون إليه، وعليه يكون سؤال الحواريين افتراضًا وتخييلًا، وإجابة عيسى لهم افتراضًا وتخييلًا، وإجابة الله لهم على هذا النحو الذي أجاب به افتراضًا وتخييلًا، وكل ما تضمنه هذه الآيات، من نسب هي


(١) تفسير القرآن الكريم ص ٤٥.
(٢) تفسير القرآن الحكيم ص ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>