للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زوجها إلى الحروب ويقدمه فيها حتى قتل، فأرسل الله إليه ملكين يتحاكمان إليه على هذا النحو ليتنبه إلى ما صنع (١).

- {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} [ص: ٣١]: فقد عرضت عليه الخيول الجياد فألهته عن صلاة العصر حتى غربت الشمس، فتألم لذلك، وقال ردوها على فأخذ يضرب أعناقها وسيقانها بالسيف على حبه لها؛ لأنها سببت إلهاءه عن الصلاة؛ وقيل أخذ يمسح أعناقها وسيقانها محبة لها، ولقد امتحنا سليمان بمولود فشغفه حبًا، فأخذ يهتم ويتغالى في العناية به فقتلته الشياطين، وألقته على كرسيه جسدًا لا حراك يه، فأدرك سليمان أن الله امتحنه به فرجع إلى الله (٢).

[* موقفه من التفسير الأثري]

لم يفسر القرآن بالقرآن ولا بالحديث، والآثار الواردة في تفسيره مقتصرة على أسباب النزول، ومن النادر جدًّا العثور على حديث يتعلق بتفسير آية، وإذا ذكره يأتي بحديث بدون سند ولا تخريج، ولا يلتزم بالصحيح من الآثار:

- يقول عند قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: ٣٦]: وقد نزلت هذه الآية لما أظهرت زينب بنت جحش ابنة عمته وأظهر أخوها إباءهما لما قرره رسول الله من تزويجها بزيد بن حارثة معتوقه، قال الله ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالًا مبينًا، ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام رآها فوقعت في نفسه، فقال سبحان الله مقلب القلوب، فذكرت زينب هذا لزوجها زيد، فكلم النبي في طلاقها محتجًا بأنها تتكبر عليه لشرف نسبها، فنهاه عن تطليقها.


(١) ص ٥٩٩.
(٢) ص ٦٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>