للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"اعقلها وتوكل". وقال بعض الأجلة: إن توكل الخواص ترك الأسباب بالكلية، مستدلًا بما روى عن خالد بن الوليد، أنه شرب السم فلم يصبه شيء، وأن سعد ابن أبي وقاص وأبا مسلم الخولاني، مشيا بالجيوش على متن البحر، وكذلك البراء الحضرمي خاض بقومه البحر" وأرى أنه لا داعي للتعليق على هذا، فإنه باطل في أكثر من وجهه من ناحية هذه الأخبار أولًا، ومن ناحية معارضة الحديث الصحيح بأقوال الناس من وجه آخر.

ويقول عند تفسير قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا. . .} [الكهف: ٦٥]: "مَنْ كَتَبَ: علي -عليه السلام- ولد في ١٠ رجب سنة ٣٠ من عام الفيل دخل الجنة، والله يرزق من يشاء بغير حساب".

اللهم أعمِ أعين المستشرقين وتلاميذهم والناشئة المسلمة، عن هذا الكتاب وبصِّر اللهم به العلماء.

[١٣ - تخبطه في التفسير]

وإذا تركنا الآثار الواهية والأقاويل، وجئنا إلى موضوع آخر وهو ما أتقنه الشيخ كما يقول في مقدمته، أعني "المكي والمدني" نرى ونسمع ما لا ينبغي أن يرى أو يسمع. يقول عند تفسيره لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ} [يونس: ٣٨]. "والفرق بين هذه الآية وآية البقرة عدد ٢٣ في ج ٣ واضح، لأن المراد هنا بسورة مثل القرآن. والمراد بآية البقرة: فأتوا بسورة من رجل مثل محمد -صلى الله عليه وسلم- ... كما أن الفرق بين هاتين الآيتين وآية هود الآتية بيِّن، لأن تلك تحداهم بها للإتيان بعشر سور منه، والإتيان من المخاطبين جميعهم أميهم وقارئهم ... فظهر من هذا أن كل آية مختصة بشيء لا تشمله الآية الأخرى. . ." (١). ومع أنه لم يظهر من كلامه شيء، إلا أن


(١) ج ٢، ص ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>