للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا حاجة إليها في تصديق النبوة، والمحاورة في فرض الصلوات، وانتقالها من خمسين إلى خمس مما يستدعي ردّ الحديث، وعدم النظر إليه لاضطراب متنه، كما قال القاضي أبو بكر البلاقلاني، وإن صححه رواة الحديث باعتبار سنده).

ويقول في سورة النجم (١) (وقد تقدم أن الصحيح أن الصعود إلى الملأ الأعلى، كان روحيًا لا جسمانيًا، كما روى عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم).

[جـ- إنكاره انشقاق القمر]

لم يسع الشيخ التصديق بانشقاق القمر، فأوّل الآية، كما رد الأحاديث الصحيحة التي وردت في ذلك، وأورد كلامًا لا ينهض دليلًا على ما ذهب، يقول في تفسير سورة القمر (٢).

(والذي يدل على هذا أن إخبار عن حدث مستقبل، لا عن انشقاق ماض أمور:

١ - أن الإخبار بالانشقاق أتى إثر الكلام على قرب مجيء الساعة، والظاهر تجانس الخبرين وأنهما خبران عن مستقبل لا عن ماض.

٢ - أن انشقاق القمر من الأحداث الكونية الهامة، التي لو حصلت لرآها من الناس من لا يحصى كثرة من العرب وغيرهم، ولبلغ حدًا لا يمكن لأحد أن ينكره، وصار من المحسوسات التي لا تدفع، ولصار من المعجزات التي لا يسع مسلمًا ولا غيره إنكارها.

٣ - ما ادعى أحد من المسلمين، إلا من شذ، أن هذه معجزة بلغت حد التواتر، ولو كان قد حصل ذلك، ما كان رواته آحادًا، بل كانوا لا يعدون كثرة.

٤ - أن حذيفة بن اليمان وهو ذلكم الصحابي الجليل، خطب الناس يوم الجمعة في المدائن، حين فتح الله فارس، فقال -إلا إن الله تبارك وتعالى يقول- {اقْتَرَبَتِ


(١) تفسير المراغي جـ ٢٧ ص ٤٩.
(٢) تفسير المراغي جـ ٢٧ ص ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>