ثانيًا: وقفة مع كتاب (في ظلال القرآن، رؤية استشراقية فرنسية) للمؤلف الفرنسي أوليفييه كاريه:
لن نقف مع المؤلف في حديثه في المقدمات التي ذكرها وتحدث فيها عن مولد قطب وحياته، وعن علاقته بالإخوان المسلمين، وما مرّ به في حياته من تحولات فكرية ودينية، وما كتبه في حياته وألفه.
ولا مع حديثه عن الحركات الإسلامية المعاصرة التي ظهرت بعد الظلال، ومن أسماهم بالقطبيين ...
بل نقف مع ما يتصل بموضوع كتابنا، وأول ما نقف معه شخصية صاحب الكتاب وهي تظهر في قدرته على البحث والتنقيب والتدقيق والنقد.
لكن كتابه هذا وما دسّه فيه يدل أيضًا على هدفه ومقصده، فهو يبادر دائمًا إلى الاتهام، يأخذ العبارات منقوصة غير كاملة، يفهم عبارات سيد كما يشاء، ويفسرها كيفما يهوى دون ضابط، وهو ينقل عبارات سيد بالمعنى، وسواء أكان ذلك من عمل المترجم أم أن المؤلف عند تأليفه للكتاب نقل هذه العبارات بالمعنى الذي ترجمه المؤلف، فإن ذلك أدى إلى تغيير كثير من العبارات ومؤداها ودلالاتها ...
والكتاب يحتاج حقيقة إلى قراءة متأنية وإلى أن يكتب حوله كتاب كامل يناقشه في جميع القضايا التي ذكرها ويبين فيها وجه الحق ...
والترجمة أيضًا تظهر فيها قوة العبارة وحسن الصياغة حتى إنك لا يمكن أن تشعر أن الكتاب مترجم عن لغة أخرى.
* ويشير المؤلف ص ٤٠ إلى هدفه من تأليف هذا الكتاب، فيقول:
(إن مهمتنا هي اكتشاف مبادئ ومنهاج (قراءة) القرآن التي تبناها سيد قطب وتلاميذه، ثم محاولة التعرف على المجتمع الإسلامي (المثالي) الذي يدعو إلى إقامته، والنظام السياسي (الإسلامي) الذي يجب أن يقود هذا المجتمع في عصرنا