للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق مدلولات الألفاظ وظاهرها، وأن يحنف إلى المعاني الظاهرة المقبولة، ولكنه سامحه الله لم يفعل ..

د - على أنه لا ينبغي أن يفهم مما تقدم، أن الكتاب كله ليس فيه إلا هذه الإغرابات والمتناقضات، بل والحق يقال، إنه يحوي كثيرًا من الفوائد العلمية بتوضيح دقائق التعبير القرآني. ويلاحظ أن الرجل بذل جهدًا مشكورًا في إبراز عظمة كتاب الله. وسأنقل هنا شيئًا من هذا الجهد مما يسمح به المقام.

[١ - تفسيره لقول الله تعالى: (ووضع الميزان)]

فعند تفسيره لقول الله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} [الرحمن: ٧] يقول: فيكون قوله تعالى: (ووضع الميزان) إشارة قوية إلى أنه تعالى، بعد رفع الأجرام، عادل وساوى بين تأثير قوى التجاذب الرابطة لها، وتأثير حركاتها المكتسبة، فحفظها بذلك من السقوط، بتأثير القوى الرابطة، ومن التفرق بتأثير القوى الرافعة).

[٢ - ما المقصود بالليل والنهار]

وحينما يتعرض للآيات التي ذكر فيها الليل والنهار، مثل قول الله تعالى: {وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} [الزمر: ٥]، {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} [فاطر: ١٣]، {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} [الأعراف: ٥٤]، {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} [يس: ٣٧] يقرر ما يلي:

(إن الليل والنهار عندما يذكران في القرآن، إما أن يقصد بهما الزمن نفسه، أو لازمهما من الضوء والظلمة، أو مكانهما وهو الأرض، أو سبب وجودهما وهي الأرض لليل، والنجوم للنهار. فقول الله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ}، {وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} لا يعقل أن يقصد به الزمن نفسه، وإنما يقصد به مكانهما. أي يولج مكان الليل في مكان النهار، في سطوح الأرض المنحنية ويخلص من هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>