للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* أما الاستواء على العرش، فقد اضطرب في بيان معناه:

- {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤]: أي ثم جلس على سرير الملك، وبما أن الله ليس بجسم، ولا عرض، فلا يجوز أن يؤخذ هذا الكلام على ظاهره، بل يجب تأويله، وقد سلك علماء السنة هذا المسلك، فقالوا: إن الاستواء على العرش صفة لله بلا كيف، أي أن له تعالى استواء على العرش على الوجه الذي عناه منزهًا عن الاستقرار والتمكن، وقالوا: العرش هو الجسم المحيط بسائر الأجسام.

- {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس: ٣]: أي ثم جلس على العرش، وهذا محال على الله لأنه ليس بجسم، وعليه فهو كناية عن التمكن في السلطان والاستيلاء على ناصية كل شيء.

- {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} [الرعد: ٣٠]: أي بالله البليغ الرحمة، مشتق من رحم يرحم رحمة، أي رق قلبه وعطف.

كان حقه هنا أن يبين أن هذا محال على الله، والرحمة كما قال العلماء إما أن تكون صفة فعل، وهذا ما ذهب إليه المتأخرون، وإما أن تكون صفة ذات، وهذا ما ذهب إليه المتقدمون، وآثرت كلمتي (متقدمين، ومتأخرين) على كلمتي (السلف والخلف).

[مآخذ على التفسير]

١ - أكثر من القول بالزوائد:

فمن ذلك عند قوله:

- {وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ} [البقرة: ٧١]: لا هنا زائدة.

- {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} [ص: ١١]: ما مزيدة للتقليل.

- {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص: ٢٤]: أي وهم قليل، وما مزيدة، للإبهام والتعجب من قلتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>