للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخبرة والمشاهدة منذ أكثر من قرنين من الزمان، فكشف عن كثير منها وأماط اللثام عن حقائقها، ولم تتعارض حقائقه معها في شيء ما).

(ولما كان القرآن كتابًا للناس جميعًا، يأخذ كلّ بقدر ما منحه الله من فهم وعلم وحكمة)، لذلك جاء أكثر الأنباء الدقيقة عن الكائنات بطريق الإشارة لكيلا يستعصي فهمها على العوام، وقصد بالخطاب فيها ذوو البصائر من العلماء، وجاء ما فيها صريحًا من ظاهر الآيات لمناسبته لعقول كافة الناس. وهذه وتلك بلاغة وحكمة في التبليغ، لا تجدهما في كتاب آخر) (١).

[شروط المفسر كما يراها]

هذا، وينقل عن الإمام الغزالي رضي الله عنه فصلًا في شروط التفسير، ثم يستخلص منه حقائق أذكر هنا بعضها قال:

"ثالثًا: يقوم تفسير ظاهر القرآن على شرطين:

١ - أن يلتزم المفسر حدود المعاني اللغوية للألفاظ، مع عدم التأثر برأي خاص، أو ميل مع الهوى.

٢ - أن يراعي ما في القرآن من الغرائب التي هي دلائل الإعجاز، والتي لا تعرف إلا بالسماع والنقل، مثل: (الإيجاز بالحذف، والتقديم والتأخير والتدرج في البيان وغيرها.

رابعًا: لا يفي تفسير ظاهر القرآن وترجمة ألفاظه، بفهم معانيه الدقيقة وما فيه من أسرار، ولا تنكشف هذه المعاني الدقيقة إلا للراسخين في العلم، كلّ إلى حد بقدر ما وهب من علم وفهم وما أوتي من حكمة) (٢).


(١) المرجع السابق ص ٤٤
(٢) المرجع السابق ص ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>