للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كمال الخشوع في الصلاة، وعن علاج الوسوسة في الصلاة (١).

وعند قوله تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: ٢٩] استطرد الشيخ البخاري ذكر طائفة من أحكام الجزية وفلسفتها التشريعية (٢).

١٠ - موقف الشيخ البنا من الخوارق والمعجزات، عرض الشيخ الشيخ البنا رحمه الله لموقف الناس من الخوارق والمعجزات، ما بين مُفرط ومفرِّط، ثم بيَّن المنهج السديد في ذلك، فقال تحت عنوان (موقف الناس من المعجزات):

أ. أنكر كثير من المرتابين المعجزات قليلها وكثيرها ما تقدم منها وما تأخر بحجة أنها تخالف النواميس الكونية، ولا تتفق مع نتائج البحوث العلمية، وقد يحتج بعضهم يقول الله تبارك: {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر: ٤٣] , وقد يلجأ بعضهم إلى تأويل ما ورد من النصوص القرآنية مشيرًا ومصرحًا بهذه المعجزات والخوارق. وهؤلاء جاحدون جامدون متعسفون متكلفون ولا دليل لهم فيما ذكروا، فإن نواميس الكون التي علمها الناس ليست هي كل شيء، ولا زالت هناك نواميس لم تعرف بعد، ولعلها أكثر مما عرفوا، بل إنها لكذلك، ونتائج العلم الحديث لا تزال تترقى وتتغير وتتبدل بحكم ترقي الفكر الإنساني وتقدمه، والآية الكريمة حجة عليهم لا لهم، فقد علمنا بحكم الواقع أن من نواميس الله خرق النواميس الكونية لتأييد رسله وأنبيائه، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا، وكثير من أمثال هذه العجائب تقع بين ظَهْرانينا ولا يقال إنها خرق لنواميس الكون، والآيات الواردة بهذه المعجزات في صراحتها ووضوحها لا تحتمل التأويل إلا من متلاعب باللفظ صارف له عن مدلوله صرفًا تامًّا، فضلًا عن أن هذا التأويل لا موجب له بعد ما بيناه.


(١) ص ٩٥ وما بعدها.
(٢) ص ٢٠١ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>