للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي ومن معه قد آمنوا بالله وجميع الكتب السماوية، وختم آل عمران بمدح التفكر في خلق السماوات والأرض، وأن هؤلاء المفكرين يقولون: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا} [آل عمران: ١٩٣] فهنا آمنا وفي البقرة قالوا آمنا).

ولنستمع إليه وهو يتحدث عن صلة سورة النساء بسورة آل عمران فهو يقول:

(ولما كان ما ورد في آل عمران من أحوال الإسلام، لا يعدو في مجموعه جهاد الأعداء، ودفعهم عن الأوطان، والذب عن حياض الدولة وحراسة الملة، ناسب أن يؤتى عقبها بما يصون البلاد في داخلها، من القوانين المسنونة لصيانة الأموال والأعراض، ونظام الأسرات، من قسم التركات وحفظ الزوجات وتبيان المحرمات، وحفظ الأنفس من القتل، ونظام القضاة والقضايا والمحامين المدافعين عن المدعى عليهم، والصلح بين الأزواج، والصداق والشهادات وأداء الأمانات، وإغاثة المستضعفين، وما أشبه ذلك مما قرأته مجملًا وستعرفه مفصلًا، فكان تسميتها بالنساء أقرب، لأن المسألة ترجع إلى أمر الأسرات والأحوال المنزلية، وحفظ العائلات والنساء أس المنازل كما أن الرجال أساطين الحروب والأعمال الخارجية) (١).

فلم يعرض هنا لما ذكره أكثر المفسرين، من أن سورة آل عمران فصل فيها ما أجمل في النساء كغزوة أحد وحمراء الأسد.

[د - رأي الشيخ في السحر وقصة هاروت وماروت]

ليس غريبًا رأي الشيخ في السحر وبأن له حقيقة كما يقول الجمهور، ذلك لأن الشيخ يؤمن بما هو أشد من ذلك غرابة، وهي قضية الأرواح التي ذكرناها سابقًا، ولذا فهو لا يخرج عن رأي الجمهور فيما يتعلق بقصة هاروت وماروت، وأن الله


(١) الجواهر جـ ٣٤ ص ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>