المعنى هو الغالب على النفوس البشرية أن تقاد بالقهر والتخويف أكثر مما تُقاد بالحب والتبشير) (١).
٦ - عنايتُه بالمناسبات القرآنية: ومن أمثلة ذلك:
أ - عند تفسير قوله تعالى:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ}[التوبة: ٣٦ - ٣٧] , قال الشيخ البنا تحت عنوان (مناسبة): بعد أن بَيَّن القرآنُ طرَفًا من أحوال المشركين في أول السورة وطرفًا من أحوال أهل الكتاب، وكان ختام هذا البيان ذكر ما تشترك فيه الأمم جميعًا في كثير من الأحيان -بدافع حب المال- من أكل أموال الناس بالباطل وكنز الذهب والفضة وعدم إنفاقها في سبيل الله، ناسَبَ أن يذكر بعد ذلك تقدير الوحدة الشرعية في عرف القرآن وهي (العام) وبيان أقسامها ووجوب تحرى العمل الصالح فيها، ثم ما عرض عليها من تغيير وتبديل للأغراض الدنيوية الزائلة، ووجوب التزام نظام ثابت في ذلك تتحرى فيه مصالح الدنيا والآخرة. فذكر عدة الشهور والقاعدة فيها، وتحريم أربعة منها وما يترتب على ذلك من أحكام، وعرض لعادة المشركين التي جروا عليها في جاهليتهم من العيير والتبديل اتباعًا للعرب ورغبة في القتال والمغانم الحرام، وعابها عليهم ونهى عنها المؤمنين أشد النهي، وهي عادة النسيء الذي وصفته الآية الكريمة بأنه: زيادة في الكفر.
ب - وعند قوله تعالى:{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ ... }[الرعد: ٥]، قال البنا رحمه الله: "بعد ذكر العقيدة الأولى وهي عقيدة التوحيد ومعرفة الصانع جلَّ وعلا، وإفاضة العقول فيها، وذكر الدلائل الكونية لذوي اليقين والفكر والتعقل على وجود الباري سبحانه، تناولت الآيات العقيدة الثانية من أصول العقائد، وهي عقيدة المعاد والبعث بعد الموت، فذكرت الآية أن هؤلاء